السبت، 19 فبراير 2011

الحلقة4 الطراظ ضبط الخراز/ الباب الثاني: السكون والتشديد والمد



الباب الثاني : السكون والتشديد والمد



1 – في علامة السكون مذاهب:

فالمشارقة الخليليون جعلوها رأس خاء كما جعلها الخليل الفراهيدي، وهي أول حرف من كلمة (خفف) . وعلى هذا جرى الضبط عند المشارقة.
علامة السكون عند المشارقة

والمغاربة وهو اختيار أبي داوود وعليه عمل أكثر نقاط مدينة النبي صلى الله عليه وسلم جعلوها دائرة فارغة (دارة) ، وقد أخذوها من أهل الحساب، حيث يجعلون دائرة فارغة كعلامة على الخانة الخالية من العدد. فكان خلو الحرف من الحركة شبيها بخلو الخانة من العدد. وعليه عمل المتأخرين بالمغرب.

علامة السكون عند المغاربة/كما فوق الباء والدال من أبجد


وهناك نقاط الأندلس حيث حذفوا رأس الخاء من علامة الخليل وابقوا مطتها.

وهناك بعض النحاة والقليل جدا من نقاط المدينة حيث جعلوها حرف هاء.

وبعض نقاط العراق لم يجعلوا للسكون علامة أصلا.


2 - علامة الشدة هي رأس شين من غير نقط ولا تعريق ولا مط، وهو مذهب الخليل الفراهيدي وأتباعه المشارقة، سوى بعض العراقيين الذين أخلوا الحرف من هذه العلامة ولكنهم اكتفوا عنها بوضع حركة الحرف عليه ولم يضعوا الحركات على سائر الحروف، فكان وضع الحركة علامة تشديد الحرف.

علامة الشدة عند المغاربة


البعض جعل علامة الشدة حرف الدال (د) لأنه المكرر في الكلمة فكان أظهر في استعماله، وعليه نقاط المدينة النبوية الشريعة وتبعهم عليه نقاط الأندلس وهو اختيار الداني. وفي هذا المذهب تتحرك الشدة بتحرك حركة الحرف ولا تلزم الفوق كما في رأس الشين للخليل. ولدال لتشديد تلك هيئة توضع بها فوق أو أسفل أو أمام الحرف وهل يجمع بينه وبين الحركة أو لا، فلا نطيل بذكرها لعدم شديد الأهمية لنا كمشارق ولاستقرار رأس الشين عندنا، فتراجع في شرح التنسي لمن أرادها.


3 – الشين التي هي للتشديد هي تدل على شيئين: على أن الحرف محرّك وعلى أنه مشدد، وبذلك فهي تفوق الحركة من حيث دلالتها، لذلك كانت أقرب من الحركة في وضعها على الحرف المشدد، فتوضع الحركة فوقها.


4 –
محمد يوسف : لاحظت مما يذهب إليه أبو داوود سليمان بن نجاح في علامات الضبط أنه يميل بشدة أكثر من غيره إلى تجريد القرآن كلما تسنى ذلك، فلا يضع من علامات إلا ما يستلزمه البيان، فأما ما لا يتحقق به البيان أو ما اعتيض بغيره في البيان فإنه يميل إلى عدم رسمه. ومن تتبع ماهبه في العلامات بان له ذلك جليا.


5 – قال التجيبي بأن تبدأ علامة المد بدء من حرف المد ويمر بها على الهمزة أو السكون، وقال أبو داوود توضع العلامة فوق الحرف الممدود فيكون حرف المد في وسطها وهذا المختار وما جرى به العمل.
كلمة مد محذوفة الميم وممطوطة فوق الألف الممدودة

6 – نقاط العراق لم يجعلوا سببا للمد ورأوا أن وجود سبب المد وهو الهمز أو السكون كاف في ذلك.

محمد يوسف : ولا يشكل على مذهبهم أنهم أسقطوا المد كذلك مع حروف المد المحذوفة من رسم القرآن – الرسم العثماني – لأن تلك الحروف تنطق وإن لم تكتب، فيكون وجودها نطقا مع وجود سببها من الهمز أو السكون علامة على المد، أما من لم ينطق بها لعدم كتابتها فمشكلته ليست في المد اقتصارا وإنما هو لم يأت بجنس الحرف أصلا وهو خطأ أعظم.


7 – ينبه المؤلف إلى أن المصنفين يمثلون عادة لسبب المد بالهمز ولكن الكلام يجري كذلك على ما كان سببه السكون.


8 – حروف المد التي في فواتح السور لم يرد عن المتقدمين شيء فيها، فاختلف المتأخرون فيها، فمنهم من يضع عليها المد لتحققه ولا عبرة عنده بعدم كتابة عوامل المد كما كتبناها في الكلمات التي حذفت منها حروف المد لأجل الرسم المصحفي، ومنهم من لا يضعه نظرا لعدم كتابة هذه العوامل، والتنسي يجرح عدم الكتابة لأن الأقدمين المقتدى بهم ما تناولوها وأنها لو كانت محتاجة للبيان لكتبوها كما كتبوا غيرها من المدود.


9 – هناك وجه آخر في وضع علامة المد خلاصته أن توضع علامة المد دون رسم حرف المد المحذوف من الرسم القرآني، وذلك لدلالة علامة المد على هذا الحرف. وقد ذكر الإمامان – أقصد بهما أبا داوود والداني حيث سأختصر لتكرارهما ومعرفتهما - هذا الوجه مع الوجه الأول، واختار أبو داوود الأول، ويؤخذ اختياره من الداني لتصديره به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق