الثلاثاء، 22 فبراير 2011

حول أنواع الورق وجودته وعمر الكتاب

ب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبعد..
فهذا اقتباس من كتاب أو مذكرة، وقد وقفت على المادة أثناء البحث في مضمون الموضوع، فأحببت إدراجه هنا للإفادة لما وجدته فيه من الفائدة. والله تعالى الموفِّق والمستعان.

جاء في الكتاب :

(تعتمد جودة صناعة الكتاب على عوامل عدة ، منها : الأوضاع الاقتصادية السائدة وقت الطباعة ، وتكاليف الورق وقدرات المؤلفين والناشرين على تحمل تكاليف الورق والطباعة الجيدة ؛ إلى جانب مهارة الطابع في ضبط جودة الإنتاج . كما تعتمد سلامة الكتاب على نوع الورق القوي والسميك والتجليد المتين ، ثم على بيئة الحفظ والتخزين ؛ فالورق الرديء والحفظ في الأجواء الحارة يؤديان إلى تلف الكتب وتقصف أوراقها بسهولة بعد مضي عشرات السنين على نشرها، خصوصًا إذا كانت مجلوبة من أجواء حارة في بعض مناطق آسيا والشرق الأوسط أو أفريقيا .
ويمكن القول بالإجمال إن معظم الكتب العربية القديمة ليست في حالة مادية جيدة حتى إنها لا تصلح للتداول والاستخدام في الوقت الراهن بعد مضي قرن أو أكثر عليها ، وهذا يعني أن الكتاب العربي سريع التلف ، ولا يستطيع البقاء والحفاظ على التراث الفكري العربي لعدة قرون إلا بإعادة الطباعة ، باستثناء الطبعات الأوربية والطبعات الكتانية أو الطبعات ذات الورق المتين الصادرة في الدول العربية مما جرى الحديث عن بعضه في هذا الكتاب .
وقد اعتاد باعة النوادر وجمَّاعو الكتب تصنيف مستوى جودة الكتب النادرة وحالتها المادية في درجات متفاوتة ، منها درجة (ممتاز) وتعني النسخة النظيفة جدًا للكتاب القديم الذي لم يستخدم ولم تتداوله الأيدي ، فظل محفوظًا كاملاً لدى مالكه الأول في مكان مأمون من الغبار والرطوبة والحرارة والبكتريا . وغيرها من المؤثرات الطبيعية  . والكتاب الكامل يعني غير المنقوص البتة بما يشمل أجزاءه وملاحقه أو مرفقاته الحرة من الصور والخرائط ونحوها كما يشمل ذلك سترة الكتاب التي تغلف الكتب المجلدة . ومستوى (جيد جدًا) وهي النسخة القريبة من الممتاز ماعدا بعض آثار طول الزمن وقليل من الاستخدام ، لكنها سليمة من الغلاف إلى الغلاف. أما النسخة (الجيدة) فهي التي يظهر عليها أثر الاستخدام لكنها غير معطوبة . أما النسخة (العادية) فهي التي يظهر عليها أثر الاستخدام الشديد وربما يكون غلافها وبعض أوراقها مخرومة الأطراف لكن متن الكتاب سليم . وما دون ذلك فيشمل النسخ المخرومة أو المعطوبة بشكل مخل ، حيث يصبح الكتاب غير جدير بالاقتناء إلا بعد  المعالجة والترميم ، إذا كان من الكتب النفيسة .
ويُعطي بعض المعنيين بالنوادر أهمية خاصة للكتب القديمة التي لم تقص حوافها فبقيت أوراقها مشبوكة ، كما هي في أصل ملازم الكتاب، وذلك للدلالة على أن الكتاب لم يستعمل من قبل.
ويصف الموزعون وتجار النوادر في أوربا حالة الكتاب المادية وخصائصه الشكلية بما فيه من مميزات وعيوب ضمن الفهارس والنشرات التي توزع على المكتبات فتدرج البيانات الوصفية للكتاب بشكل مفصل بما في ذلك  رقم الطبعة ومكانها ، وتاريخها ، وعدد الصفحات ،  وأجزاء الكتاب وحجمه ، وسعره ؛ هذا إلى جانب وصف حالة الكتاب الشكلية من تجليد وتذهيب ونوع الجلد وهل هو قديم أم حديث ؟ وحالة التذهيب  والتزويقات وموقعها على الكتاب ، سواء كان ذلك محفورًا على وجه الغلاف أو على كعبه أو على حوافه ، أو على الحافة العليا فقط . كما يشمل ذلك وصف ترميم الكتاب وموقعه  - إن وجد في الكتاب .
ويشمل عروض بيع النوادر وصف ما في داخل الكتاب من زخرفة وجداول وصور وخرائط وملاحق وألواح مخصصة للرسومات ونحوها، سواء كانت ملونة أم لا  مع وصف وذكر عدد الملحقات من الخرائط ونحوها والتي قد تكون في مقاس أكبر ، سواء كانت ضمن متن الكتاب أو في جيب داخل الغلاف الأخير .
ويُضاف إلى ذلك نوع تجليد الكتب القديمة وأهميته في ندرتها والمحافظة عليها سنوات كثيرة إذا كان التجليد مُتزامنًا مع صدور الكتب، خصوصًا التجليد باستخدام الجلود الحيوانية والرقوق التي تفضل أنواع التجليد الأخرى التي تستخدم فيها القماش بأنواعه أو الألياف الصناعية والبلاستيك والورق العادي لكسوة الكتاب .
وبالنظر إلى الحالة المادية للكتب النادرة وتقييم الورق المُستخدم في الطباعة ، نجد أن نوعية الورق المتين تصمد أمام عوادي الزمن ؛ فالمطبوعات الأوربية ظلت أكثر متانة رغم أسبقيتها في زمن الطباعة . أما في المطابع العربية الأخرى فإن مطبعة بولاق تستخدم في الغالب الورق الكتاني . ومطبعة الجوائب تستخدم نوعاً جيداً من الورق  وكذلك بعض المطابع السورية واللبنانية المُبكرة ، وكلها تفوق الورق المستخدم في المطبوعات التي أصدرتها المطبعة الميرية في مكة المكرمة التي تُشابه مطبوعاتها الكتب الهندية أو بعض مطبوعات المطبعة الأزهرية التي يستخدم فيها الورق الأصفر الهزيل والتجليد الورقي أو القماش الخفيف . ولهذا قلما توافرت المطبوعات الممتازة أو المُتماسكة من إصدارات المطبعة الميرية في مكة بخلاف مطبوعات بولاق والجوائب اللتين تسبقان الميرية في بداية الطباعة . ويمكن ملاحظة ذلك في معظم مطبوعات بولاق ومطبعة الجوائب التي أسست في القسطنطينية سنة 1277هـ ، فنشرت الكثير من المؤلفات باستخدام ورق قوي وإخراج جميل كما يظهر ذلك في كتاب (درة الغواص في أوهام الخواص)  لأبي محمد القاسم بن علي الحريري ، وشرحه لأحمد شهاب الدين الخفاجي ، صدر في جزءين سنة 1299هـ ، وكذلك كتاب آخر فيه عدة عناوين ، أولها (قصيدة لامية العرب للشنفرى ويليه أعجب العجب في شرح لامية العرب لمحمود بن عمر الزمخشري ت 538هـ ومجموعة كتب أخرى) صدرت طبعته الأولى بمطبعة الجوائب سنة 1300هـ ، في 403 صفحات . أو كتاب (مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل    الأندلس للفتح بن خاقان) نشر عام 1302هـ ، في 104ص . وقد اشتمل على مناقب ملوك الإسلام الأقدمين في الأندلس ووزرائهم وما اشتهروا به من البراعة والبلاغة في النثر والنظم . وقد أخرج الكتاب بشكل جيد من حيث حسن الخط وتنويع أبناط الطباعة في العنونة والتبويب واستخدام الأطر والفواصل النجمية في ثنايا النصوص والقصائد . وفي نهاية الكتاب سرد بأسماء الكتب التي طبعتها الجوائب ومعظمها في فنون الآداب والتاريخ مثل (مجموعة خمس رسائل في الإيجاز والاعجاز ، 1301هـ ، 272ص) منها (برد الأكباد في الأعداد للثعالبي) .
ومن أفضل مطبوعات الجوائب كتاب (مصارع العشاق ، تأليف أبي محمد جعفر بن أحمد السراج) الذي صـدر عام 1301هـ ، في       (432) صفحة في طبعة ممتازة مزوقة بفواصل شجرية بين أجزاء الكتاب ، ويبدأ كل جزء بالبسملة ، مع تكرار اسم المؤلف والعنوان ، وذكر أبيات من الشعر حول الموضوع ، وقد تم تزيين النصوص والقصائد بفواصل نجمية. والكتاب في مُجلد واحد بجلده الأصلي باللون المجزع ، وكعبه بالجلد الأحمر . وقد درس تاريخ مطبعة الجوائب وحصر بعض مطبوعاتها حمد بن عبدالله العنقري ، ونقل ثناء بعض المؤرخين على مطبوعاتها مثل قول محمد كرد علي : "وما برحت مطبوعات الجوائب إلى اليوم يتنافس فيها المُتنافسون ويدخرها غلاة الكتب ، لينتفع بها الأحفاد والبنون على مر الدهور والقرون" ([1]) .
والعيوب التي تصيب الكتب القديمة كثيرة ، بعضها يرجع إلى نوع الورق المستخدم ؛ فالكتب القديمة الصادرة قبل 1850م تمتاز بجودة الورق وقدرتها على تحمل مرور الزمن مثل المخطوطات القديمة التي تستخدم الورق العربي والورق النسيجي . أما بعد ذلك فقد بدأ صانعو الورق يستخدمون لحاء الشجر ، وأدخلوا عليه مادة كيميائية هي غراء كبريتات الألمنيوم لجعل سطح الورق أملس قابلاً للطباعة السريعة ، وحيث إن هذه المادة الحمضية تتفاعل مع ألياف السيلولوز ، وهي المادة الأساسية لصناعة الورق فإن الورق مع مرور الزمن يتحلل ويصبح هشًا وقابلاً للتفتت بسرعة . وقد أصبحت هذه المشكلة من الكوارث الخطيرة على الكتب ، مما جعل الدول الغربية تسعى إلى حل هذه المشكلة باستخدام أساليب كيميائية مختلفة كما يقول (حمودة) ([2]) .
ومن جهة أخرى قامت المكتبات الكبرى والهيئات المتخصصة في المكتبات والتوثيق والمنظمات الدولية بجهود مكثفة لإصدار مواصفات وطنية ودولية للورق المستخدم في طباعة الكتب والوثائق الدائمة الحفظ، مع حث الحكومات والناشرين على استخدام (الورق المستديم) وهو ورق قطني بالكامل خال من الحمض حسب المواصفات الأمريكية والدولية من حيث نسبة الحمض ودرجة تحمل الضغط والعمر الزمني المفترض الذي ينبغي أن لا يقل عن ثلاث مئة عام تحت ظروف الحفظ العادية . ومنذ عام 1992م ، بدأ تطبيق المواصفة على الكتب الصادرة بالولايات المتحدة ، حيث تطبع بعض النسخ المجلدة على ورق مستديم، وتظهر بيانات وصف مادة الورق خلف صفحة العنوان مع رمز الديمومة . ولم يتم استخدام مواصفات الورق المستديم في طباعة الكتب الصادرة في البلاد العربية ، حيث لم أر كتابًا عربيًا عليه ما يشير إلى استخدام هذا النوع من الورق . ولعل السبب في ذلك يعود إلى ارتفاع سعر الورق المستديم مقارنة بالورق العادي . أما الطبعات الخاصة من الكتب العربية الصادرة في أوربا ، فهي غالبًا تستخدم الورق المستديم من القطن الخالص وبدرجات مُتفاوتة من نسب الحموضة التي يجب أن تكون دون 9.5% على أعلى تقدير ([3]) .
أما العيوب التي تتعرض لها الكتب النادرة بسبب الاستعمال وسوء الحفظ فهي كثيرة ؛ منها أن تكون مخرومة أو ممزقة الأوراق والغلاف أو مصابة بعثة أو رطوبة أو حرارة شديدة أو أن يكون عليها كتابات غير ذات معنى بخلاف التعليقات المنسوبة .
ومما يقلل من قيمة الكتب النادرة وجود أختام حبرية ومحاولة طمسها أو اسم المالك الأول القريب بخلاف التمليكات المتوارثة . وتتم إزالة الأختام بطرق عدة ، منها : قص الجزء المختوم من الورقة إذا كان قريبًا من الطرف ، أو طمس الختم بالسوائل الطامسة، أو استخدام منظفات كيميائية ، أو إلصاق ورقة صغيرة بحجم الختم القديم وتغطيته .
كما يقلل من قيمة الكتاب النادر ما يعتريه من خلل في التجليد ، ومحاولة ترميمه بطريق خاطئة ، مثل استخدام الملصقات الشفافة في إصلاح الأوراق ؛
هذا إلى جانب ما يعلق بالكتاب من أوساخ وبقع ،
أو أن يكون غلافه الأصلي مفقودًا أو بعض أوراقه مفقودة ، حيث يتم استكمالها عن طرق التصوير من كتاب مماثل .
 وإذا تعرض الكتاب النادر للإصلاح بالترميم فينبغي أن يكون الترميم دقيقًا ومتقنًا ؛ فالترميم السيء قد يضاعف عيوب الكتاب عندما يصل إلى الأجزاء السليمة من الورق والنصوص فيفسدها .
كما أن من العيوب الأساسية التي يجب الحذر منها التزييف المتعمد أو غير المتعمد باستخدام التصوير على أوراق قديمة أو مُعتقة ، كما يفعل بعض تجار الكتب القديمة حينما يعرضون الكتب والمجلات الكاملة المصورة على ورق مُصنع حديثًا يشبه الورق القديم فيظن من يراها بأنها مطبوعات قديمة أو أصلية .
ويتفاوت خطر العيوب التي تصيب النوادر؛ إلا أن هذه العيوب قد تكون أشد تأثيرًا على قيمة الكتاب إذا أصابت النصوص وما يميز الكتاب مثل صفحة العنوان والصفحات الأخيرة ومتن الكتاب ، كما يؤثر على قيمة الكتاب نقص بعض أجزائه وأهمها الجزء الأول الذي تظهر عليه بيانات الكتاب كاملة . وعند الشك في سلامة الكتاب وتكامله خصوصًا إذا كان السقط من الآخر ولم يمكن تمييزه بالخاتمة نهاية المتن فيمكن مراجعة بعض المصادر الببليوجرافية التي حصرت الكتب النادرة مع فهرسة جيدة للتأكد من عدد صفحات الكتاب ومقاسات حجمه إن وجدت.
وقد يصحب بعض الكتب النادرة ملاحق محفوظة في جيوب ملصقة داخل الغلاف الأخير أو الجلدة الأخيرة ، مثل الخرائط والجداول والإيضاحات التي أعدها المؤلف ؛ ولهذا ينبغي التأكد من اكتمالها عن طريق مراجعة الفهارس أو الإحالات داخل الكتاب ، فقد اعتاد بعض بائعي الكتب النادرة فصل الملاحق ، مثل الخرائط الأصلية الملونة للجزيرة العربية أو صور المدن والشخصيات التي قد توجد في كتب الرحالة والمستشرقين ، تم بيعها بشكل مستقل وبأسعار مرتفعة إذا كانت منشورة قديمًا . كما قد تبتر بعض الصور الفوتوغرافية المُبكرة إذا كانت على ورق مستقل في ثنايا الكتب القديمة ، وقد تعرض للبيع على أنها صور أصلية مستقلة . وهذا من العيوب التي تتعرض لها الكتب النادرة خصوصًا إذا كان يصعب اكتشاف ذلك من مراجعة تسلسل الصفحات ، وفي الكتب القديمة التي تكمن أهميتها بما فيها من إيضاحات أو صور فوتوغرافية مُبكرة أو ليس لها نظائر في مصادر أخرى .) انتهى


(1)  العنقري ، حمد بن عبدالله . "مطبعة الجوائب : نشأتها وتاريخها ومطبوعاتها" . مجلة الفيصل ، ع266 ( شعبان ، 1419هـ/نوفمبر 1998م) ، ص63-66 .
(1)  حمودة، معالي عبدالحميد . "الورق الحمضي قاتل للكتب" مجلة الخفجي (مارس ، 1993) ص30 .
(2)  لمزيد من المعلومات حول الورق المستديم ، انظر: المواصفة الأمريكية  ANSIZ 39.48 على الإنترنت ، وابحث تحت مصطلح  Permanent Paper للدخول إلى عدة مواقع للهيئات وقواعد البيانات حول الموضوع .

الأحد، 20 فبراير 2011

تفاسير الوحدة الموضوعية القرآنية (1): الأساس في التفسير لسعيد حوى رحمه الله


الأســـاس في التـفســيـر
تأليف الشيخ / سعيد حوى - رحمه الله ورضي عنه
(تنبيه/ هذه المادة تم الحصول عليها من الروابط المنقولة ولم ترفع الملفات على شبكة الإنترنت من خلالنا)



بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ سعيد حوى . . البطاقة الشخصية


هو سعيد بن محمد ديب حوى وتنسب عائلته إلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولد في حماة 27 / 9 / 1935م في حي العليليات جنوب حماة.

عاش في كنف والده وكان والده مربٍ من خيرة الرجال الشجعان المجاهدين ضد الفرنسيين.

توفيت والدته وهو في السنة الثانية من عمره، وتربى في كنف جدته، وكانت مربية فاضلة صارمة يحبها وتحبه.

عاصر في شبابه أفكار الاشتراكيين والقوميين والبعثيين والإخوان، واختار الله له فانضم إلى الإخوان عام 1952م وهو في الصف الأول الثانوي.
دخل الجامعة 1956م في كلية الشريعة.
درس على عدد كبير من المشايخ منهم:شيخ حماة وعالمها الشيخ محمد الحامد، وعالم دمشق المربي الرباني الشيخ محمد الهاشمي، والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، والشيخ عبد الكريم الرفاعي، والشيخ أحمد المراد، والشيخ محمد علي المراد.
ودرَس على الأساتذة: د. مصطفى السباعي، ومصطفى الزرقاء، ود.فوزي فيض الله، والعلامة حسن حبنكة، والأستاذ معروف الدواليبي، والعلامة الشيخ عمر الحكيم، والشيخ صالح الأشقر، وغيرهم من العلماء الأجلاء.
نهل من معين التصوف الصافي المنضبط بالكتاب والسنة، كما نهل من معين السلف الصالح حتى ارتوى فأروى.
تخرج من الجامعة سنة 1961م.
دخل الخدمة العسكرية سنة 1963م.
تزوج من أم محمد سنة 1964م، ورزق بأربعة أولاد: هم محمد وأحمد ومعاذ وشقيقتهم فاطمة.
تدرج في الإخوان من منتسب إلى عضو مكتب الإرشاد العالمي.
حاضر وخطب في سوريا والسعودية والكويت والإمارات والعراق والأردن ومصر وقطر والباكستان وأمريكا وألمانيا.
شارك مشاركة رئيسية وفعالة في أحداث الدستور في سوريا سنة 1973م.
سجن خمس سنوات، من 5 / 3 / 1973م إلى 29 / 1 / 1978م.
ألف في السجن (الأساس في التفسير ) 11مجلداً، وعدداً من كتبه الأخرى.
كان عضواً في قيادة الإخوان المسلمين في سوريا للفترة 1978_1982م.
شارك في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في الفترة 1982-1984م، وفي الفترة 1984-1987م.
شارك في عدة أعمال دعوية وسياسية إخوانية.
دخل العزلة الاضطرارية بتاريخ 14 / 3 / 1987م بسبب إصابته بشلل جزئي، إضافة إلى أمراضه الأخرى الكثيرة: السكري، الضغط، تصلب الشرايين، الكلى، ومرض العيون.
دخل في غيبوبة الموت بتاريخ 14 / 12 / 1988م إلى 9 / 3 / 1989م لم يصح خلالها.
توفي ظهر يوم الخميس 1 شعبان 1409هـ الموافق 9 آذار 1989م، رحمه الله رحمة واسعة.


من أهم معالم شخصيته:
حفظ القرآن الكريم خلال دراسته في الجامعة في أربعة أشهر.
كان كثير المطالعة يقرأ في كل علم نافع، وكان لمطالعته الكثيرة أثر في تكوين شخصيته وفكره.
كان الشيخ رحمه الله هيّناً ليّناً أليفاً ودوداً أريحياً كريماً، بعيداً عن التكلف، قريباً من القلوب، يألف ويؤلف، لطيفاً بمن حوله من أهله وأبنائه وتلامذته وإخوانه.
وإذا وجد مخالفة للشرع وآدابه فإنه يتعامل مع مثل ذلك بحزم وصرامة، مع الحكمة.
كان الشيخ يقدّر محدثه وزائريه وإخوانه، ولا يحب التعامل معهم بفوقية ولا بالأمر، وإنما يرى الإقناع والتعامل بأخوية مع إخوانه ولو كان أميراً عليهم.
كان يركز الشيخ إخوانه على تنظيم الأوقات ويربي إخوانه وأولاده على ذلك.
كان يحرص أن لا تفوته أبداً أوراد ما بعد الصلاة.
وكان يحرص على أوراد يومية، منها:
جزء من القرآن، ومائة مرة استغفار، ومائة مرة تهليل، ومائة مرة صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مع حرصه على التفكير في هموم الأمة الإسلامية والتأليف فيما تحتاجه.
وكان يحرص على مجلس علمي دوري لأهل بيته يحرص أن يكون بعد أوراد الفجر.
كان انتساب الشيخ إلى الحركة الإسلامية سبباً مهماً في اهتمامه بواقع الأمة وما يلزمها من أمور لتنهض وتعود إلى دينها ومجدها، فلم يكن الشيخ حريصاً على التأليف لذاته، وإنما كان ينطلق في تأليفه واختيار موضوعات كتبه من واقع الأمة الإسلامية واحتياجاتها.


ألّف الشيخ نخو خمسين مجلداً، وكان من أكثر كتبه تميزاً وتأثيراً:
كتاب : الرسول صلى الله عليه وسلم، وكتاب: جند الله ثقافة وأخلاقاً، وكتاب: تربيتنا الروحية، وكتاب: المستخلص في تزكية الأنفس.

لم يكن ينظر الشيخ رحمه الله إلى الحركات الإسلامية على أنها فِرَق، وأن واحدة منها على الحق وغيرها على الباطل، وإنما كان يرى أنها جميعاً تدخل في دائرة الإسلام، بغض النظر عن الأخطاء أو الانحرافات التي قد توجد في كل جماعة، ما دامت ترجع إلى الكتاب والسنة، فكلها تستحق أن يتعاون معها لنصرة دين الله وتحقيق العبودية له.
كان الشيخ رحمه الله يؤكد أنه لا يمكن أن يقود الأمة الإسلامية إلا علماؤها الصادقون الصالحون المتبحرون في جوانب العلوم الشرعية والمتبصرون بواقعهم، وما لم تكن الأمة حول علمائها الربانيين فإنها تكون في وضع شاذ.
رحمه الله رحمة واسعة

موقع فضيلة الشيخ
http://www.saidhawwa.com/




تعريف بكتاب (الأساس في التفسير)
من مؤلفات الشيخ سعيد حوى
كتبه ولده الدكتور: محمد سعيد حوى



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
يعد كتاب الأساس في التفسير أضخم عمل علمي قدمه الشيخ للمكتبة الإسلامية المعاصرة، ولقد كان هذا الكتاب محل اهتمام الباحثين والدارسين فكان موضوعاً لعدد من رسائل الدراسات العليا منها:
1 ـ نظرية الوحدة القرآنية في تفسير سعيد حوى للباحثة جميلة موجاري، قدمت لنيل درجة الماجستير في جامعة الأمير عبد القادر في الجزائر، عام 2001م.
2 ـ سعيد حوى ومنهجه للتفسير للباحث سعدي زيدان، قدمت لنيل درجة الماجستير في جامعة بغداد، 1997م.
3 ـ كما أن الأستاذ الدكتور محمد الدراجي الأستاذ في جامعة الجزائر كان موضوع أطروحته للدكتوراه هذا الكتاب.
كما قدمت عدة رسائل حول التفسير ومنهج الشيخ سعيد حوى فيه، في الجامعة الأردنية وفي مصر واليمن وماليزيا وغيرها.
ولعل المقالة التي نشرت في جريدة المدينة المنورة في 11 شعبان 1407هـ عدد 729 للأستاذ عبد الله الشيخ ويس، تعطي صورة صادقة موجزة عن هذا التفسير فأثبتها هنا:
الأساس في التفسير . . كتاب يحتاجه الربانيون
أنا قارئ مسلم عثرت على كتاب اسمه الأساس في التفسير للأستاذ سعيد حوى قرأت فيه فلم أتمالك إلا أن أكتب هذا المقال: إذا جاز لنا أن نعتبر كتاب (في ظلال القرآن) كتاب القرن الرابع عشر الهجري في المكتبة القرآنية فإني بعد أن اطلعت على كتاب (الأساس في التفسير) أخذت به وأدهشت، فقلت: بحق إنه كتاب القرن الخامس عشر الهجري في المكتبة القرآنية ـ ذلك القرن الذي يأمل فيه المؤلف أن يكون قرن إعادة الخلافة الإسلامية، وهذا التفسير اللبنة الأولى في طريق الخلافة ولا عجب فإن مؤلف هذا التفسير الأستاذ سعيد حوى صاحب الكتب المميزة المتسمة بطرح القضايا الكلية والنظرات المتينة المتكاملة لتكون قاعدة الانطلاق والبناء، ألف هذا التفسير وهو سجين فكان سجنه خطوة على طريق القدوة وكان من ثمراته كتاب الأساس في التفسير كما كانت مؤلفاته لبنات ترصع البناء الإسلامي وتسد ثغرات فيه.
أقول هذا قبل الخوض في ذكر دوافع تأليف هذا الكتاب ومميزاته وخصائصه وثمراته المرجوة.إن هذا الكتاب جزء من سلسلة الأساس في المنهج التي تتألف من أقسام ثلاثة:
الأساس في التفسير.
الأساس في السنة.
الأساس في قواعد المعرفة وضوابط الفهم للنصوص.
فالحديث عن دوافعه يندرج ضمن الحديث عن دوافع تأليف السلسة جميعها التي بينها المؤلف رحمه الله وهي:
1. إنه في عصر امتحان لكل شيء والسيطرة المادية على العالم وتصدير الأفكار المختلفة وصياغتها بالقالب الذي يريده الماديون مع وجود طاقات هائلة مسخرة لهذا وعمل دؤوب مخطط من قبل القوى المادية في العالم لتغير كل المسلمات القديمة، أمام هذا لا بد من استعراض شامل للنصوص الإسلامية التي هي بالدليل والبرهان تشكل مسلمات صحيحة في هذا العالم.
2. وفي هذا العصر طرحت كثير من الأمور نفسها بشكل حاد فأصبح لا بد من إجابة شافية، واختلط الأمر واختلطت الإجابات، فكان لا بد من عملية تمييز كاملة متكاملة للإجابة الصحيحة ولا بد أن نفهم النصوص في إطارها الصحيح، وأن كل تساؤل لا يحتمل في عصرنا تأخير الإجابة عليه، والإجابة الصحيحة الشاملة لا تتم إلا من خلال عرض شامل للنصوص.
3. ومن واقع عصرنا أن ما يخدم قضية الحق أُبعد لصالح الهوى، وما يخدم قضية اليقين أبعد لصالح الظنون، تحت غطاء العلمية والموضوعية وعندما يصل البعض إلى حقائق تخدم قضية الإيمان تجده يرفضها ليتوصل إلى تخريب أو ضلال في العقل والوجدان والسلوك فآن الأوان للمسلم أن يقول كلمته الحاسمة وبداية ذلك العرض الشامل لنصوص الإسلام وإقامة الحجة على أنها الحق الخالص.
4. القرآن حجة الله على خلقه وحجة أن محمداً عبده ورسوله فلا بد من إبراز كمال الحجية فيه وما أكثر الحجج ولا بد من الإجابة على شبهات الخلق في شأنه ومن أعجب هذه الشبه ما تنشره بعض دوائر الكفر حول الوحدة القرآنية والصلة بين سور القرآن بعضها ببعض وكذا آيات القرآن فكان هذا الكتاب إبرازاً لمظهر من مظاهر الأعجاز في القرآن من خلال هذه القضية.
5. أن هذه السلسلة محاولة للفهم الصحيح لكلمة الله ورسوله عليه السلام في عصر أصبحت فيه كثير من النصوص تفهم فهماً خاطئاً ويبنى على هذا الفهم الخاطئ أحكام خاطئة فقد وجدت عقليات حرفية لا تراعي طرائق العرب في الخطاب والفهم وعقليات تأويليه تنطق بالتأويل دون ضوابط وعقليات تفهم الأصل على ضوء الفرع أو تنسى الأصل وتستيقظ على الفرع وكل ذلك لا يسع المسلم.
هذه النقاط الخمس تشكل الدوافع الأقوى لإصدار هذه السلسة التي منها التفسير كما ذكر المؤلف في المقدمة وبعد فما هي خصائص ومميزات هذا التفسير؟ نذكرها بإيجاز فنقول:
1- أنه قدم لأول مرة نظرية جديدة متكاملة في موضوع الوحدة القرآنية تبين هذه النظرية قضية الربط والمناسبة بين الآيات في السورة الواحدة وبين سور القرآن بعضها مع بعض على ضوء نظرية شاملة مستوعبة لآيات القرآن وسوره وهذه التغطية تروى من ظمأ الباحثين عن دقائق أسرار هذا القرآن كما أنها تضع لبنة في صرح الحديث على إعجاز القرآن ومعجزاته وتجيب على تساؤلات كثيرة من جملتها موضوع فواتح السور إلى ما هنالك من قضايا وأسرار تترتب على هذه النظرية عددها المؤلف.
2- ومن ميزاته الاستفادة من أوثق ما توفر من المراجع من كتب دينية قديمة والنقل عنها مباشرة والعزو إليها مع نقد ما ينبغي نقده مع تبيان نقاط الضعف فيها والاستفادة من علوم عصرنا وتخصصاته وما أنتجه ذلك من قضايا تبرز معجزات في القرآن تتأكد بها الحجة القائمة على الخلق.
3- من ميزاته أن لا حشو فيه وليس فيه إلا ما له علاقة بصلب التفسير مع استبعاد كل قضية لا تعتبر عملية علمية.
4- حاول التبسيط والتقريب مع الاحتفاظ إلى حد كبير بعبارات المفسرين أو بدفة طرائقهم في الأداء وهذا أمر لا يدرك صعوبته إلا من عاناه فإن كثيراً من العبارات لم تستقر على ما هي عليه إلا بعد عمليات تنقيح أجريت عليها خلال العصور.
5- حاول ربط المسلم بقرآنه وتبصره بواقعة وإذا كان للمسلم الحق في عصرنا معارك متعددة لا بد أن يخوضها على أساس القرآن فلا يحسن بكتاب معاصر في التفسير أن يغمض مؤلفه عينه عن هذه المعارك وهذا يقتضي تربية مكافئة لهذه الأمور كلها على ضوء القرآن ومن ثم فقد راعى المؤلف هذه الناحية بشكل بارز.
6- محاولة بيان من هم أهل السنة والجماعة وما هي مدارسهم الإعتقادية والفقهية والروحية والسلوكية والأصولية ومن يقرب من ذلك ومن يبعد.
7- حاول أن يبين أن القرآن أعطى الجواب على كل شيء إما بشكل مباشر أو بما أحال عليه من السنة أو بما أحال القرآن والسنة على طرائق ووسائل يعرف بها حكم الله.
8- أنه كتاب علم ودعوة وتربية وجهاد بآن واحد.
9- أن م مزايا هذا التفسير أنه عمل على أن يكون أداة لرفع درجات اليقين والارتقاء به مع تصحيح التصورات وزيادة العلم وخدمة قضية زيادة الإيمان وإصلاح الاعتقاد والعمل.
10- من مزايا هذا التفسير أنه من أهم كتب التفسير وقد نقل من الظلال ما يعتبر زبدته وأرقى ما فيه وانتقى أزاهيره مع الابتعاد عما يمكن أن يكون فيه ملحظ لعالم راسخ وبالتالي فإن قارئ هذا التفسير يكون قد أخذ من الظلال أرقى ما فيه.
والمؤلف –كما يقول عن نفسه- لا يكلف نفسه عناء صياغة شيء يحتاجه الكتاب إذا كان غيره قد صاغه الصياغة التي يرضاها أو التي تقتصر عنها عبارته أصلاً حيث أن الهدف وجه الله ليس إلا.
ومن ملاحظاتي على هذا الكتاب: أن القارئ فيه لا يمل بل يجد نفسه مسترسلاً مأسوراً مأخوذاً لا يريد تركه وكأن روح الخلاص فيه تشد القارئ إليه والتأثير في القارئ نتيجة ذلك أمر بديهي وهذا التأثير له جوانب متعددة قلبية وسلوكية وفكرية وعلمية.
ويولد هذا التفسير روح العمل للإسلام والإخلاص في ذلك ومعرفة ما يجب على المسلم وكيف يسلك الطريق الصحيح للوصول إلى الهدف الصحيح.
ومن آثاره المرجوة بناء الشخصية الإسلامية العلمية الجهادية الربانية كما أنه يولد عند القارئ روح الدقة في التعبير والحساسية اللازمة تجاه أي شذوذ عقدي أو فقهي.
والتفسير بعد ذلك ذخيرة علمية وعملية ذات صبغة إيجابية وتربية روحية راقية.
وبعد، فإن الإطراء ليس هدفنا ولكن الإعجاب بالكتاب والتقدير له جعلنا نكتب هذه الكلمات ([1]) ا.هـ المقال.



([1]) هذه المقالة قد أثبتها الشيخ سعيد في كتابه هذه تجربتي وهذه شهادتي، ص 157 - 160.

لتحميل : (الأساس في التفسير)

http://www.4shared.com/file/11512735...eltafsir1.html
http://www.4shared.com/file/12231614...tafsir_v2.html
http://www.4shared.com/file/12389560...tafsir_t3.html
http://www.4shared.com/file/12372650...tafsir_t4.html
http://www.4shared.com/file/12412299..._tafsir5-.html
http://www.4shared.com/file/12374779...tafsir_t6.html
http://www.4shared.com/file/12373027...tafsir_t7.html
http://www.4shared.com/file/12391654...tafsir_t8.html
http://www.4shared.com/file/12373921...i_tafsir9.html
http://www.4shared.com/file/12379894...fsir_t_10.html
http://www.4shared.com/file/12409181...tafssir11.html


السبت، 19 فبراير 2011

تحميل مصحف قصر طوبقابي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف النبيين والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..

فهذه هدية ثمينة تقدمها الدار للأعضاء والمستفيدين الذين نسال الله تعالى أن ينفع بهم ويقيم حياتهم على القرآن..

نسخة مصورة كاملة عن :
تسليم نسخة طبق الأصل للرئيس التركي أردوجان

المصحف المنسوب إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، والمحفوظ بمتحف طوب قابي باستامبول.تركيا
النسخة الأصلية المحفوظة بالقصر

وعند التحقيق فالمصحف ليس من المصاحف العثمانية التي نسخها الصحابي عثمان رضي الله تعالى عنه وأرسلها للأمصار، ولكنه من القرن الأول الهجري، وقد عزاه بعض الباحثين - وأنا في طور تحقيق ذلك - إلى عبد العزيز بن مروان والد الإمام العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنهما.

النسخة كبيرة المساحة للاسف حيث تعد 300 ميجابيت !

ولكنها تستحق نوع العناء وأكثر..

علما أن المصحف قد تم تصويره في تركيا منذ مدة قريبة وجعلوا منه نسختين:

الأولى : طبق الأصل وفي الحجم، وهي محدودة النسخ جدا وبلغني أنها لا تياع وبلغني أنها تباع بسعر عال جدا. وتلك يصعب الحصول عليها لتصويرها إلا أن يتبرع بذلك أحد رجالات المناصب الذين حصلوا على نسخة منها.

الثانية : نسخة البحث والتداول وهي في حجم الكتاب العادي وتحوي داخلها صورة المخطوطة بالأعلى وتحتها كتبت الآيات مرة أخرى بالخط الكمبيوتري،فهي نسخة للباحثين. وهي التي أهديها للأعضاء، علما أني لست من قام بتصويرها ورفعها بالإنترنت، فالفضل في ذلك لا يعود لي.

والله تعالى ينفع بها





تحميل مقدمة التحقيق (دراسة مهمة جدا)

http://www.archive.org/download/muthman/ms.pdf


تحميل المصحف (المخطوطة بأعلى الصفحة والكتابة الكمبيوترية بأسفلها)
http://www.archive.org/download/muthman/msp.pdf 

محاضرة/ المصاحف العثمانية وكيفية التعرف عليها








فوائد ولطائف من شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري/حلقة1




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وبعد..


فهذه فوائد انتقيتها من شرح شيخ مشايخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله ورضي عنه على مقدمة ابن الجزري والمسمى بـ (الدقائق المحكمة في شرح المقدمة) وقد قمت بانتقاء هذه الفوائد من هذا الشرح المختصر والقيم على أساس قيمة ما ينتقى من هذا الشرح، سواء كانت هذه القيمة جديدة طريفة، أو كانت مما يعهد أن يعلمه طالب علم التجويد في ابتداء أمره، فكثيرا ما يغفل الطلاب عن مثل تلك الفوائد والأسس رغم كبير أهميتها، فمثل تلك الانتقاءات تفتق الذاكرة إلى ما ينبغي ألا يغادرها.

وعلى الله توكلت، والحمد لله رب العالمين


فائدة1 

في كلام شيخ الإسلام على الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم يقول معلقا على إفراد ابن الجزري الصلاة : 

وكان ينبغي له ذلك السلام لأن إفراد الصلاة عنه مكروه كعكسه لاقترانهما في قوله تعالى صلوا عليه وسلموا تسليما، ولعله ذكره لفظا.

أقول (رشيد) : نلمس هنا شدة إحسان الظن بأهل العلم، وهذا قد فقدناه في زماننا، وإن القارئ في مصنفات أهل العلم المتقدمين يلمس هذا الخلق والأدب العظيمين، بخلاف حال المعاصرين.


فائدة2 
الـ (آل) لا يستعمل إلا في الأشراف والعقلاء، بخلاف (أهل)

وإنما قيل (آل فرعون) لتصوره هو بصورة الأشراف


فائدة3 

في قولنا: وعلى صحبه 
يجوز بفتح الصد ويجوز بكسرها

فائدة4

قيد شيخ الإسلام مقرئ القرآن بكونه عاملا به، أي فهذا هو الذي صلى الله عليه مع النبي وآله وصحبه.

فائدة5
ذكر شيخ الإسلام كراهة الصلاة على غير الأنبياء استقلالا لأنها شعار أهل البدع

فائدة6
ذكر شيخ الإسلام معنى الوجوب في معرفة التجويد فقال: 
صناعة، بمعنى ما لابد منه مطلقا وبمعنى ما يأثم بتركه إذا أوهم خلل المعنى أو اقتضى تغيير الإعراب.

أقول (رشيد) : ومن هنا يتبين عمومية هذا الوجوب أو التحتم، وأن منه المعنى الأصولي ومنه المعنى الصناعي أي ما يلزم ليستقيم الأمر وفق صنعته. حيث وقع الخلط كثيرا في مسألة وجوب التجويد أي المعنى المراد هو؛ الاصطلاحي الصناعي أم الأصولي الشرعي.

الحلقة4 الطراظ ضبط الخراز/ الباب الثاني: السكون والتشديد والمد



الباب الثاني : السكون والتشديد والمد



1 – في علامة السكون مذاهب:

فالمشارقة الخليليون جعلوها رأس خاء كما جعلها الخليل الفراهيدي، وهي أول حرف من كلمة (خفف) . وعلى هذا جرى الضبط عند المشارقة.
علامة السكون عند المشارقة

والمغاربة وهو اختيار أبي داوود وعليه عمل أكثر نقاط مدينة النبي صلى الله عليه وسلم جعلوها دائرة فارغة (دارة) ، وقد أخذوها من أهل الحساب، حيث يجعلون دائرة فارغة كعلامة على الخانة الخالية من العدد. فكان خلو الحرف من الحركة شبيها بخلو الخانة من العدد. وعليه عمل المتأخرين بالمغرب.

علامة السكون عند المغاربة/كما فوق الباء والدال من أبجد


وهناك نقاط الأندلس حيث حذفوا رأس الخاء من علامة الخليل وابقوا مطتها.

وهناك بعض النحاة والقليل جدا من نقاط المدينة حيث جعلوها حرف هاء.

وبعض نقاط العراق لم يجعلوا للسكون علامة أصلا.


2 - علامة الشدة هي رأس شين من غير نقط ولا تعريق ولا مط، وهو مذهب الخليل الفراهيدي وأتباعه المشارقة، سوى بعض العراقيين الذين أخلوا الحرف من هذه العلامة ولكنهم اكتفوا عنها بوضع حركة الحرف عليه ولم يضعوا الحركات على سائر الحروف، فكان وضع الحركة علامة تشديد الحرف.

علامة الشدة عند المغاربة


البعض جعل علامة الشدة حرف الدال (د) لأنه المكرر في الكلمة فكان أظهر في استعماله، وعليه نقاط المدينة النبوية الشريعة وتبعهم عليه نقاط الأندلس وهو اختيار الداني. وفي هذا المذهب تتحرك الشدة بتحرك حركة الحرف ولا تلزم الفوق كما في رأس الشين للخليل. ولدال لتشديد تلك هيئة توضع بها فوق أو أسفل أو أمام الحرف وهل يجمع بينه وبين الحركة أو لا، فلا نطيل بذكرها لعدم شديد الأهمية لنا كمشارق ولاستقرار رأس الشين عندنا، فتراجع في شرح التنسي لمن أرادها.


3 – الشين التي هي للتشديد هي تدل على شيئين: على أن الحرف محرّك وعلى أنه مشدد، وبذلك فهي تفوق الحركة من حيث دلالتها، لذلك كانت أقرب من الحركة في وضعها على الحرف المشدد، فتوضع الحركة فوقها.


4 –
محمد يوسف : لاحظت مما يذهب إليه أبو داوود سليمان بن نجاح في علامات الضبط أنه يميل بشدة أكثر من غيره إلى تجريد القرآن كلما تسنى ذلك، فلا يضع من علامات إلا ما يستلزمه البيان، فأما ما لا يتحقق به البيان أو ما اعتيض بغيره في البيان فإنه يميل إلى عدم رسمه. ومن تتبع ماهبه في العلامات بان له ذلك جليا.


5 – قال التجيبي بأن تبدأ علامة المد بدء من حرف المد ويمر بها على الهمزة أو السكون، وقال أبو داوود توضع العلامة فوق الحرف الممدود فيكون حرف المد في وسطها وهذا المختار وما جرى به العمل.
كلمة مد محذوفة الميم وممطوطة فوق الألف الممدودة

6 – نقاط العراق لم يجعلوا سببا للمد ورأوا أن وجود سبب المد وهو الهمز أو السكون كاف في ذلك.

محمد يوسف : ولا يشكل على مذهبهم أنهم أسقطوا المد كذلك مع حروف المد المحذوفة من رسم القرآن – الرسم العثماني – لأن تلك الحروف تنطق وإن لم تكتب، فيكون وجودها نطقا مع وجود سببها من الهمز أو السكون علامة على المد، أما من لم ينطق بها لعدم كتابتها فمشكلته ليست في المد اقتصارا وإنما هو لم يأت بجنس الحرف أصلا وهو خطأ أعظم.


7 – ينبه المؤلف إلى أن المصنفين يمثلون عادة لسبب المد بالهمز ولكن الكلام يجري كذلك على ما كان سببه السكون.


8 – حروف المد التي في فواتح السور لم يرد عن المتقدمين شيء فيها، فاختلف المتأخرون فيها، فمنهم من يضع عليها المد لتحققه ولا عبرة عنده بعدم كتابة عوامل المد كما كتبناها في الكلمات التي حذفت منها حروف المد لأجل الرسم المصحفي، ومنهم من لا يضعه نظرا لعدم كتابة هذه العوامل، والتنسي يجرح عدم الكتابة لأن الأقدمين المقتدى بهم ما تناولوها وأنها لو كانت محتاجة للبيان لكتبوها كما كتبوا غيرها من المدود.


9 – هناك وجه آخر في وضع علامة المد خلاصته أن توضع علامة المد دون رسم حرف المد المحذوف من الرسم القرآني، وذلك لدلالة علامة المد على هذا الحرف. وقد ذكر الإمامان – أقصد بهما أبا داوود والداني حيث سأختصر لتكرارهما ومعرفتهما - هذا الوجه مع الوجه الأول، واختار أبو داوود الأول، ويؤخذ اختياره من الداني لتصديره به.